فصل: اللغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة العنكبوت: الآيات 50- 55]:

{وَقالُوا لَوْلا أُنْزلَ عَلَيْه آيات منْ رَبّه قُلْ إنَّمَا الْآياتُ عنْدَ اللَّه وَإنَّما أَنَا نَذير مُبين (50) أَوَلَمْ يَكْفهمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكتابَ يُتْلى عَلَيْهمْ إنَّ في ذلكَ لَرَحْمَةً وَذكْرى لقَوْمٍ يُؤْمنُونَ (51) قُلْ كَفى باللَّه بَيْني وَبَيْنَكُمْ شَهيدًا يَعْلَمُ ما في السَّماوات وَالْأَرْض وَالَّذينَ آمَنُوا بالْباطل وَكَفَرُوا باللَّه أُولئكَ هُمُ الْخاسرُونَ (52) وَيَسْتَعْجلُونَكَ بالْعَذاب وَلَوْلا أَجَل مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ وَلَيَأْتيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجلُونَكَ بالْعَذاب وَإنَّ جَهَنَّمَ لَمُحيطَة بالْكافرينَ (54) يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ منْ فَوْقهمْ وَمنْ تَحْت أَرْجُلهمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)}.

.الإعراب:

{وَقالُوا لَوْلا أُنْزلَ عَلَيْه آيات منْ رَبّه} كلام مستأنف لتقرير نوع آخر من أنواع لجاجهم ومكابرتهم، وقالوا فعل ماض والواو فاعل يعود على كفار مكة ولولا حرف تحضيض بمنزلة هلا وأنزل فعل ماض مبني للمجهول وعليه متعلقان بأنزل وآيات نائب فاعل ومن ربه صفة لآيات أو متعلقان بأنزل.
{قُلْ إنَّمَا الْآياتُ عنْدَ اللَّه وَإنَّما أَنَا نَذير مُبين} إنما كافة ومكفوفة والآيات مبتدأ وعند اللّه ظرف متعلق بمحذوف هو الخبر أي ينزلها كيف يشاء من غير دخل لأحد في ذلك قطعا، وإنما الواو عاطفة أو حالية وإنما كافة ومكفوفة وأنا مبتدأ ونذير خبر ومبين صفة.
{أَوَ لَمْ يَكْفهمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكتابَ يُتْلى عَلَيْهمْ} الهمزة للاستفهام الانكاري التقريري والواو عاطفة على محذوف مقدر يقتضيه المقام أي أقصّر محمد ولم يكفهم، ولم حرف نفي وقلب وجزم ويكفهم فعل مضارع مجزوم بلم والهاء مفعول به وأن وما بعدها فاعل يكفهم وان واسمها وجملة أنزلنا عليك الكتاب خبر أن وجملة يتلى عليهم حالية.
{إنَّ في ذلكَ لَرَحْمَةً وَذكْرى لقَوْمٍ يُؤْمنُونَ} إن حرف مشبه بالفعل وفي ذلك خبرها المقدم واللام المزحلقة ورحمة اسمها المؤخر وذكرى عطف على رحمة ولقوم صفة لذكرى وجملة يؤمنون صفة لقوم.
{قُلْ كَفى باللَّه بَيْني وَبَيْنَكُمْ شَهيدًا يَعْلَمُ ما في السَّماوات وَالْأَرْض} كفى فعل ماض والباء حرف جر زائد ولفظ الجلالة مجرور بالباء لفظا فاعل كفى المرفوع محلا وبيني ظرف متعلق بشهيدا وبينكم عطف على شهيدا وشهيدا تمييز وجملة يعلم حال وما مفعول يعلم وفي السموات صلة والأرض عطف على السموات.
{وَالَّذينَ آمَنُوا بالْباطل وَكَفَرُوا باللَّه أُولئكَ هُمُ الْخاسرُونَ} الذين مبتدأ وجملة آمنوا صلة وبالباطل متعلقان بآمنوا وكفروا باللّه عطف على آمنوا بالباطل وأولئك مبتدأ وهم مبتدأ أو ضمير فصل والخاسرون خبر هم أو خبر أولئك والجملة خبر الذين.
{وَيَسْتَعْجلُونَكَ بالْعَذاب وَلَوْلا أَجَل مُسَمًّى لَجاءَهُمُ الْعَذابُ} كلام مستأنف مسوق للتعجب أو الاستهزاء بهم ويستعجلونك فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والكاف مفعول به وبالعذاب متعلقان بيستعجلونك ولولا حرف امتناع لوجود وأجل مبتدأ ومسمى صفته والخبر محذوف واللام رابطة للجواب وجاءهم العذاب فعل ومفعول به وفاعل والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم.
{وَلَيَأْتيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} الواو عاطفة واللام موطئة للقسم ويأتينهم فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل مستتر تقديره هو والهاء مفعول به وبغتة حال والواو حالية وهم مبتدأ وجملة لا يشعرون خبر وجملة هم لا يشعرون حالية.
{يَسْتَعْجلُونَكَ بالْعَذاب وَإنَّ جَهَنَّمَ لَمُحيطَة بالْكافرينَ} يستعجلونك بالعذاب تقدم اعرابها وكرر الجملة للتعجب من حماقاتهم لأن من هدد بشيء التمس أسباب الوقاية منه أما هؤلاء فيستعجلونه. والواو حالية وان واسمها واللام المزحلقة ومحيطة خبر إن وبالكافرين متعلقان بمحيطة، وعبر بالحال وأراد الاستقبال أي ستحيط بهم وذلك للدلالة على التحقق والمبالغة، ويجوز أن يراد بجهنم أسبابها المؤدية إليها فلا تأويل في قوله محيطة.
{يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ منْ فَوْقهمْ وَمنْ تَحْت أَرْجُلهمْ} الظرف متعلق بمحيطة وجملة يغشاهم العذاب في محل جر بإضافة الظرف إليها ومن فوقهم حال ومن تحت أرجلهم عطف على من فوقهم.
{وَيَقُولُ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} الواو عاطفة ويقول فعل مضارع وفاعله مستتر تقديره هو يعود على الموكل بالعذاب وقرئ ونقول وعلى كل حال الجملة معطوفة على يغشاهم وجملة ذوقوا مقول القول وهو فعل أمر وفاعل وما مفعول به على تقدير مضاف أي جزاء ما وجملة كنتم صلة وجملة تعملون خبر كنتم.

.البلاغة:

خص سبحانه وتعالى نار جهنم بالجانبين الأعلى والأسفل ولم يذكر اليمين ولا الشمال ولا الخلف ولا الأمام لإظهار الفرق بينها وبين نار الدنيا التي تحيط بجميع الجوانب، فنار جهنم لا تطفأ بالدوس عليها ولكنها تنزل من فوق.

.[سورة العنكبوت: الآيات 56- 59]:

{يا عباديَ الَّذينَ آمَنُوا إنَّ أَرْضي واسعَة فَإيَّايَ فَاعْبُدُون (56) كُلُّ نَفْسٍ ذائقَةُ الْمَوْت ثُمَّ إلَيْنا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصَّالحات لَنُبَوّئَنَّهُمْ منَ الْجَنَّة غُرَفًا تَجْري منْ تَحْتهَا الْأَنْهارُ خالدينَ فيها نعْمَ أَجْرُ الْعاملينَ (58) الَّذينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبّهمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)}.

.الإعراب:

{يا عباديَ الَّذينَ آمَنُوا إنَّ أَرْضي واسعَة فَإيَّايَ فَاعْبُدُون} يا حرف نداء وعبادي منادى مضاف لياء المتكلم والذين صفة لعبادي وجملة آمنوا صلة وإن واسمها وخبرها والفاء الفصيحة أي إن ضاق بكم موضع فإياي فاعبدوا، وإياي مفعول لفعل محذوف تقديره اعبدوا إياي فاستغنى بأحد الفعلين عن الفعل الثاني، فاعبدوني الفاء عاطفة على الفاء الأولى وجملة اعبدوني مفسرة وهي فعل أمر وفاعل ومفعول به وهي الياء المحذوفة.
{كُلُّ نَفْسٍ ذائقَةُ الْمَوْت ثُمَّ إلَيْنا تُرْجَعُونَ} كل نفس مبتدأ وذائقة الموت خبرها والمراد مرارته ومشقته.
ثم حرف عطف للترتيب مع التراخي وإلينا متعلقان بترجعون وترجعون فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل.
{وَالَّذينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصَّالحات لَنُبَوّئَنَّهُمْ منَ الْجَنَّة غُرَفًا تَجْري منْ تَحْتهَا الْأَنْهارُ خالدينَ فيها نعْمَ أَجْرُ الْعاملينَ} والذين مبتدأ وجملة آمنوا صلة وجملة عملوا الصالحات عطف على جملة آمنوا واللام موطئة للقسم ونبوئنهم فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقلية والفاعل مستتر تقديره نحن والهاء مفعول به وجملة القسم خبر الذين، ولك أن تنصب الذين بفعل محذوف دل عليه الفعل المذكور بعده وهو نبوئنهم ومن الجنة حال وغرفا مفعول به ثان لأن بوأ يتعدى لاثنين وقد مرّ نظيره في يونس والحج وجملة تجري من تحتها الأنهار صفة لغرفا وخالدين فيها حال ونعم فعل ماض جامد لانشاء المدح وأجر العاملين فاعل نعم والمخصوص بالمدح محذوف أي أجرهم.
{الَّذينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبّهمْ يَتَوَكَّلُونَ} الذين نعت للعاملين ولك أن تقطعه فترفعه على أنه خبر لمبتدأ محذوف أو تنصبه على أنه منصوب على المدح بفعل محذوف تقديره أمدح وجملة صبروا صلة وعلى ربهم متعلقان بيتوكلون ويتوكلون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والصبر هنا عام يشمل الهجرة ومفارقة الوطن وأذى المشركين وغير ذلك مما استهدف له المسلمون في مستهل أمرهم وتجري أحكامه على كل من امتحنته نوائب الأيام وحدثان الزمان.

.[سورة العنكبوت: الآيات 60- 64]:

{وَكَأَيّنْ منْ دَابَّةٍ لا تَحْملُ رزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإيَّاكُمْ وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ (60) وَلَئنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماوات وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) اللَّهُ يَبْسُطُ الرّزْقَ لمَنْ يَشاءُ منْ عباده وَيَقْدرُ لَهُ إنَّ اللَّهَ بكُلّ شيء عَليم (62) وَلَئنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ منَ السَّماء ماءً فَأَحْيا به الْأَرْضَ منْ بَعْد مَوْتها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُل الْحَمْدُ للَّه بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقلُونَ (63) وَما هذه الْحَياةُ الدُّنْيا إلاَّ لَهْو وَلَعب وَإنَّ الدَّارَ الْآخرَةَ لَهيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (64)}.

.اللغة:

{يَقْدرُ} يضيق ويقتر، ولهذا الفعل خصائص عجيبة فهو يتوزع على طائفة من المعاني سنتنا ولها فيما يلي: يقال: قدر الرزق: قسمه وباب نصر وضرب وقدر وقدّر على عياله ضيق وقتر، قال في الأساس: {وقدر عليه رزقه} وقدّر: قتر وقدر يقدر من باب علم قدرا وقدرة ومقدرة ومقدرة ومقدرة ومقدارا وقدارة وقدورة وقدورا وقدرانا وقدارا وقدرا على الشيء قوي عليه، وقدر يقدر من باب ضرب قدرا الأمر دبره وقدر الشيء بالشيء فاسه به وجعله على مقداره وقدر يقدر ويقدر من بابي نصر وجلس اللّه عظمه، وقدر الرجل فكر في تسوية أمره وتدبيره وقدر يقدر من باب تعب قدرا بفتحتين قصرت عنقه، وقدر على الشيء اقتدر.
{الْحَيَوانُ} مصدر حي وقياسه حييان فقلبت الياء الثانية واوا كما قال سيبويه، سمي ما فيه حياة حيوانا، قالوا: اشتر الموتان ولا تشتر الحيوان أي اشتر الأرض والدور ولا تشتر الرقيق الدواب، وفي بناء الحيوان زيادة معنى ليس في بناء الحياة وهي ما في بناء فعلان من معنى الحركة والاضطراب كالنزوان واللهبان وما أشبه ذلك والحياة حركة كما أن الموت سكون فمجيئه على بناء دال على معنى الحركة مبالغة في معنى الحياة ولذلك اختيرت على الحياة في هذا المقام المقتضى للمبالغة.

.الإعراب:

{وَكَأَيّنْ منْ دَابَّةٍ لا تَحْملُ رزْقَهَا} كلام مستأنف مسوق لتقرير التوكل على اللّه وعدم الجزع، وكأين تقدم إعرابها مفصلا وهي هنا مبتدأ ومن دابة تمييزها المجرور بمن وجمل لا تحمل رزقها صفة لدابة وقوله: {اللَّهُ يَرْزُقُها وَإيَّاكُمْ وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ} هو الخبر واللّه مبتدأ وجملة يرزقها خبر اللّه وإياكم عطف على الهاء والواو عاطفة وهو مبتدأ والسميع خبر أول والعليم خبر ثان.
{وَلَئنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماوات وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} الواو استئنافية واللام موطئة للقسم وإن شرطية وسألتهم فعل ماض والتاء فاعل والهاء مفعول به وهو في محل جزم فعل الشرط ومن اسم استفهام في محل رفع مبتدأ وجملة خلق السموات والأرض خبر من والجملة في محل نصب مفعول ثان لسألتهم المعلقة للاستفهام وسخر الشمس والقمر عطف على خلق السموات والأرض واللام واقعة في جواب القسم ويقولن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال وواو الجماعة المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل والنون المشددة نون التوكيد الثقيلة واللّه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أو مبتدأ والخبر محذوف تقديره اللّه خلق السموات.
والفاء الفصيحة وأنى اسم استفهام في محل نصب حال ويؤفكون فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل.
{اللَّهُ يَبْسُطُ الرّزْقَ لمَنْ يَشاءُ منْ عباده وَيَقْدرُ لَهُ إنَّ اللَّهَ بكُلّ شيء عَليم} اللّه مبتدأ وجملة يبسط الرزق خبر ولمن متعلقان بيبسط وجملة يشاء صلة ومن عباده حال ويقدر فعل مضارع معطوف على يبسط وله متعلقان بيقدر والضمير راجع لمن وان واسمها وعليم خبرها وبكل شيء متعلقان بعليم.
{وَلَئنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ منَ السَّماء ماءً فَأَحْيا به الْأَرْضَ منْ بَعْد مَوْتها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} عطف على الجملة السابقة وهي مماثلة لها في اعرابها.
{قُل الْحَمْدُ للَّه بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقلُونَ} الحمد مبتدأ وللّه خبر والجملة مقول القول وبل حرف إضراب وأكثرهم مبتدأ وجملة لا يعقلون خبر.
{وَما هذه الْحَياةُ الدُّنْيا إلَّا لَهْو وَلَعب} الواو استئنافية وما نافية وهذه مبتدأ والحياة بدل والدنيا نعت للحياة وإلا أداة حصر ولهو خبر هذه ولعب عطف على لهو.
{وَإنَّ الدَّارَ الْآخرَةَ لَهيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ} الواو عاطفة وان واسمها والآخرة نعت للدار واللام المزحلقة وهي مبتدأ والحيوان خبر والجملة خبر إن ولو شرطية وكان واسمها وجملة يعلمون خبرها وجواب لو محذوف أي ما آثروا الحياة الدنيا.